انعم الله على بعضنا بالعمل داخل احد المؤسسات الحكومية التي يقال عنها "الحتة الحلوة " في الحكومة ... بمعنى انها شغلها حلو وكله مشاريع ... فيها فلوس... الناس اللي شغالة فيها على مستوى "هاي" ...
وإذ بنا نفاجئ ان الحياة مش زي ما احنا متخيلين... بيئة طاردة .... تجبرك على ان توقف عقلك عن العمل .... الكبير يتعمد ان يهين الصغير... والصغير يعمل على توقيع الكبير
اذا تبين للكبير ان الصغير اللي مش على هواه .... يمكن يظهر .... او جايز يبان .... او احتمال شغلة يبقى مميز... فالنتيجة كالاتي .... صراعات نفسية تخفس بيك الأرض.... وفجأة تلاقي من لا يستحق .... ينط فوقك وكمان يصبح مديرك ... ومش بعيد شغلك اللي عاملته في سنين...... يأخده واحد على الجاهز لأنه في نظر الكبير امهر واشطر ....
اما الصغيرين "بيكلوا" بعض وذلك لاغتنام أي فرصة للظهور... لانهم معتقدين انها الوسيلة الوحيدة للفت النظر .... والكبير فرحان ومبسوط انهم "بيخليصوا على بعض"
اكيد من وجهة نظره ان الصراعات هذه من مصلحة المؤسسة ... طلبات اقل.... مكافآت اقل.... يؤدي الى فائض في الميزانية ... وطبعا تصبح المؤسسة في نظر قيادتها من احسن المؤسسات في توفير المال العام ولكن كبعا على الصغار فقط ........
احباط ازيد يجعل كثير من كانوا يعتقدون انهم متميزون ... يتنحوا جانبا ويتركوا الساحة لمن هم امهر واشطر في الصراعات أو يتركوها للموظفين "مساحين الجوخ" وهؤلاء كثر...
وكل موظف من هؤلاء له طرقه في الوصول ... في اللي يزنبئك... وفي اللي بجح ويسرئك .... كدا عيني عينك ... وفي اللي ناعم ودحلاب وعامل زي اللبلاب.... وأخرين يوهموك انهم بيحبوك وعند اول حفرة يزقوك ... وفي من يعرض افكارك على انها من صميم أفكاره.... وتبقى انت فاتح بقك وهو بيتكلم .." شكلك ابله "مش مصدق .... ولو فكرت مرة تدافع عن افكارك او شغلك ..... يأما يطلع توارد خواطر ... وانت اكيد غلطان .... او مش وقته لأنك اكيد اخترت الوقت الغير مناسب للدفاع عن افكارك ... او انك لا تشعر بمشاكل البلد .... وما تقوله يعد من التفاهات .. عرضت انت .. عرض هو ... المهم مصلحة البلد.....
فتفاجئ انك تتحول بقدرة قادر الي نوعية من الموظفين العاديين خالص ... تأتي صباحا محملا بكم من الإحباط ... وتمشي مساءا محملا بكم من السخافات ............
الغريب انه يوجد بجانبك ناس يتقنوا اللعب بك وبأفكارك واحلامك ... وهؤلاء على مر السنين يتغيرون في الاشكال ولكن هي هي نفس الأفعال .... وبردوا مش بنتعلم....
نعم اصبح الخوف وعدم الرغبة في العمل هو الشيء الذي يسيطر على تفكيرك ... ويدمر احلامك...
ينقسم الموظفين في المؤسسة الي عدة فصائل ...
في اللي مسكين وفي حالة من ساعة ما دخلها لغاية لما يخرج منها ........
وفي الطاوسي الذي يعتقد انه مافيش غيره والكل لازم يسجد ويسبح بحمدة .... هو الخارق المارق .. وهؤلاء ليسوا بكثيرين داخل المؤسسة لانهم لهم خصائص محددة ....مش بالساهل ان تتوافر في كثير من الموظفين... دا تلاقي مسهوك في روحة ... حنين ... ناعم... هادئ الصوت ... شايف ان الحياة "بدلة"
المفحوتين المطحونين ... اللي فايتين في كل شيء ويعلم كبيرهم ذلك ... ويفضل ياخد منهم لغاية لما يصفيهم .... وفجأة يفوق على انهم خلاص خلصوا ... مش قادرين وفاض بهم الكيل .... ولكن بعد ايه ... يكون اتحول معظمهم الي هياكل ... توقف التفكير ... وأول فرصة للهرب من المكان .... ويقول "يا فكيك"
نعم سيادة المسؤول .. لقد حولتني الي موظف كسول ... يرفض العمل .. يرفض التفكير ... يرفض مساعدة الغير.... لانه غير واثق في من حولة ... غير واثق من التقدير.....
وشكرا سيادة المسؤول