الخميس، 24 أكتوبر 2024

العنف ضد المرأة هو عنف ضد الأسرة والمجتمع

العنف ضد المرأة ليس مجرد جملة نسمعها في الأخبار أو حلقة في برنامج تلفزيوني، بل هو جرح عميق في جسد المجتمع بأسره. عندما نتحدث عن العنف ضد المرأة، نتحدث عن معاناة تتجاوز الجسد إلى أعماق النفس. إنه ليس إلحاق الأذى بالمرأة فقط، بل بالأبناء والأسرة بأكملها، وبالمجتمع الذي تصبح نفسيته مريضة نتيجة لهذه الأفعال.


العنف ضد المرأة يتخذ أشكالاً عديدة؛ الضرب، الشتائم، التنمر، وحتى التقليل من شأنها. وليس الأمر مقصوراً على الزوج أو الأب أو الابن فقط، بل يمكن أن تواجه المرأة عنفاً من كل من حولها بسبب الظروف الصعبة التي نعيشها اليوم.


كلما ازدادت ضغوط الحياة وصعوباتها، زاد العنف، وكأننا نعود خطوات إلى الخلف بدلاً من إيجاد حلول. فالتربية الخاطئة والمشاكل النفسية المتراكمة تخلق جيلاً مشوهاً نفسياً. إذا فكرنا في المشكلة من الجذور، سنجد أن التربية الصالحة ليست مجرد حل فردي، بل هي وقاية للمجتمع ككل من أفراد مضطربين نفسياً.


اليوم، تُظهر لنا الدراما مشكلات أكثر تعقيداً؛ لم يعد الأمر يقتصر على رجل غاضب يضرب زوجته أو ابن مدمن يسرق أمه. أصبحت المشاكل أكبر وأعمق، وأصبح العنف متزايداً ومبرراً بطرق وحشية. إذا كانت الأم تعاني نفسياً بسبب العنف الذي تعرضت له، فمن المحتمل أن ينتج عنها أبناء غير سليمين نفسياً، مما يخلق دائرة لا تنتهي من الألم والتفكك.


لهذا علينا التفكير جيداً. العنف ضد المرأة ليس مشكلة فردية، بل هو مشكلة مجتمع بأكمله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق