المشاعر الملخبطة دي حاجة غريبة فعلًا… ولما بتقابلك بتحسّ إنك «مهنّج» وانت بتتعايش معاها.
خصوصًا لو المشاعر دي جاية بدري عن معادها… أو متأخرة عن معادها… أو في نوع علاقات عمرها ما كان على بالك، وفي توقيت مالوش أي منطق أو أنت مش مدركه.
وقبل ما أكمل… أنا مش بتكلم هنا عن مشاعر الفُقد.
لأنها أكيد مشاعر ملخبطة عند الكل، وأحاسيسها بتختلف من شخص لشخص، ولها مساحة تانية خالص.
أنا الصراحة قابلت المشاعر دي في محطات كتير من حياتي. ومع كل موقف كنت بتعلم إحساس جديد… أو بتعلم إزاي أتعايش معاه.
أولهم: أخويا حبيبي اللي جه وبينّي وبينه حوالي ٢١ سنة فرق.
ده خلّاني أعيش إحساس الأمومة بدري جدًا… لدرجة إنه أول ما اتجوزت وأي حد يكلمني عن الخلفة، كنت أرد ببساطة: «ما هو عندي أخويا».
وبعدين اتجوزت وخلفت… وبقى الفرق بين ابني وأخويا ٤ سنين بس!
فأمي كانت عايشة مشاعر ملخبطة: ابنها وحفيدها مع بعض في خروج وسفر… وأنا معاهم مشاعر متضاربة: حب… خوف… استغراب… بس في الآخر بنتعلم.
وبرضه ما ننساش إني اتجوزت صغيرة، وكنت أكبر الأحفاد… فلما حضرت أول فرح لولاد خالاتي، واحد من أصحابهم قالّي: «إزيك يا طنط؟»
هنا بقى… المشاعر كانت عبارة عن «إحساس الأشيكيف المخيف»!
كشّرت… وحسّيت إن: «هو بجد؟! أنا كبرت؟»
وبعدها بفترة… صاحبتي القريبة مني، أصغر أولادها كان قد ابني… تمارين بقى وأعياد ميلاد وبلالين وأمهات وورا ورا. وفجأة لقيتها بتعزّمني على فرح بنتها!
يعني «طنط» رسمي… طيب أصحاب بنتها هايقولوا إيه؟
وهنا كانت المشاعر الملخبطة من نوع جديد…
أمثّل إني صاحبة الأم بهدوء ورزانة؟
ولا أتشعنن عادي؟
وبعدها بشوية… واحدة تانية من صديقاتي بقت جَدّة!
هي بالنسبة لنفسها جَدّة صغيرة وحلوة… أما بالنسبة لي؟
صاحبتي بقت جَدّة! يعني أنا كبرت؟ لخْبطة ليه… وأكيد اللي بيعيش التجربة هيفهم.
في النهاية… الواحد بيعدّي عليه مشاعر كتير ممكن تكون مش في وقتها.
مش عارف يتصرف معاها… ولا عارف يدي رد الفعل اللي يناسب الإحساس… أو اللي يبسط اللي قدّامه ويكون في التجربة… خدي بالك ممكن رد فعلك يكون صادم ويضايق اللي قدّامك، وده ناتج عن خبرات أنتِ عشتِها وهو مالوش ذنب فيها.
إحنا محتاجين نتعلم نتعايش مع المشاعر الملخبطة…
لأنها مهما أربكتنا، بتفضل مهمة إننا نعيش معها لأنها بتكسبنا خبرات.
وشكرًا لكل حد حواليا شاركني اللحظات دي… أصلها علمتني كتير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق