اول يوم مدرسه إحساس غريب ... ملخبط ... خليط من الفرحة والبهجة .....ممزوج بالتعب والغضب والخوف والرهبة...
إحساس جميل مقرف ... حلو وحش .....
يبدأ التحضير لأول يوم مدرسه قبلها بأسبوع... يبدأ بشرائك للبس المدرسة اللي في الغالب تصدم بعدم وجود مقاسات او نفاذ الصنف ... وعندما تتحدث الي صاحب المحل يأنب حضرتك لتأخرك وعدم مراعاتك لظروفهم ... آل يعني هو بمزاجنا... مش لما ربنا يفرجها ...
ترسل لك المدرسة قائمة طويله عريضة بها مصطلحات وطلاسم .. لا يفهمها غير من تمرس في شراء تلك الاحتياجات وكله على حسب السن ..... كل مرحله عمريه فيها كلكعها وقرفها ... وطلبتها الغريبة !!!!
لما يطلب مننا كل أنواع الكراريس بجميع مقاستها ..... و كل مادة بلون واجبار عليك تجيب الألوان اللي مطلوبة حتى لو "محمي مخطط"... وعليك تدور علي الألوان المطلوبه .. مع تجليد الكتب بغلاف شفاف مزهزه ...
ولاااااا!!!! أنواع "الفيلات" تختلف اختلاف جوهري عن أيامنا.... مع التأكيد على ان الملف لونه لازم يبقى لون الكراسة ... كراسه موف ، ملف موف ..
أنواع الملفات في منها الظرف ..... U... T... ملف بجبين..... ملف عرض وكله لازم يتجاب....
أنواع الأقلام ملونه ....جليتر... خط رفيع.... خط طخين....
اساتيك تتطلب بالكم مش بالوحدة ...
الألوان بكافة اشكلها "كرايون ... خشب... زيت....فلوماستر....والباقية تأتي .... والغريب جدا انهم يطلبوا بالعلب ...
ولو عندك حد صغير تصبح الطالبات مضاعفة ... واكثر غرابه ... الي جانب كل تلك الأشياء اللي تبان عادية .... تلاقي طالبين ..كيس عيون متحركة...صلصال ...ورق تواليت بالدست .....ديتول ... صابون ... ميزان خافض للحرارة ... حتى معلقة الزور اللي يكشف بها الدكتور ...........
بالرغم من المصاريف اللي بالألفات ... ولكن المدرسة كل سنه ان تملئ مخازنها على حساب أولياء الأمور...
وياريت بعد كل هذه الطلبات الخزعبليه .. يتم استخدمها ... ولكن يتم تجميع كل الطلبات من الأولاد وتضاف الى مخازنهم ..... ولو احتاجوا ... نشتريها تاني خلال السنه .... طب واللي فات .... طبعا مات وادفن....
بعد كل تلك المرمطة النفسية والمادية ... تبدا حفلة "البيت" وطبعا اللي عنده عيل غير اثنين ...... تجلس الست الوالدة وسط كم من الكراريس والكتب ... والوان الجلاد المختلفة ....وبعد يوم كامل وترتيب الملفات ...
يبدأ اليوم الأول للدراسة ... تشحن الام والأب أولادهم بالطاقة الإيجابية ... وكلام من اللي يقوي العزيمة .... ولكن يوم والتاني ويرجع الولاد كارهين الدنيا ... كم من الحشو وطريقة عقيمة في الاستيعاب والشرح ... زعيق في المدرسة وفي البيت ....
وقالت احد المبدعات الصغيرات بعد جدال مع أمها في فلسفة التفوق ... اجيب النمرة النهائية ليه .... لما انا واخر واحدة في الفصل ... نطلع كل سنه مع بعض للسنه اللي بعدها ...
وقال مدبع صغير اخر ... انا بفكر لما اكبر ... مشتغلش .... فأهري ليه دلوقتي ...
علينا إيجاد وسيله مبتكرة لتحفيز جيل ضاع لديه الإحساس بالتفوق .... ليس عنده رغبة في الابداع ... ....
يا عني على دا جيل ........!!!
تجري الأيام والشهور ... واللي نبات فيه نصحى فيه ...
كل عام دراسي وانتم بألف خير