تعودت ان ادقق النظر في من حولي ... واتخيل كل واحد يفكر في ايه ... واحلل شكله ... وارسم في مخيلتي سيناريوا لحالته النفسية ... وارسم له حياة موازيه ....
جار كبير سنا.... كان دائما يعمل كل شيء بمفردة ... يخرج في البلكونه "بالفانله" شعرة "منكوش" يوميا يضع "المخدة " اللي من غير غطا على الحبل ... كنت اراه وحيدا ... حزينا ... غاضب وناقم على الدنيا ... وتخيلت انه يتمنى ان تعود به الأيام حيث لمة العيلة والأولاد ... بلا ونيس ... ورحلت ولم اعرف ابدا ما قصته .....
سيدة جميلة.. تهتم بنفسها ... جدا ... مشغوله جدا... مبطبطه... ولكن على طول ستاير البيت واقعة ... سنين مرت والستاير زي ما هي واقعة ... والشباك مفتوح ... وكل الناس اللي بره معاها جوه .... ولم تلحظ قط ... وتخيلتها سيدة مرحة ... ولكن لا تبالي ... "ضربها طناش" ... كان اللي جوه عملوا ايه... علشان تهتم بالناس اللي بره"
ولد صغير ينظر باهتمام لك وتشعر انه يريد التعبير لك بكل ما يفكر فيه ........ لكن لا يستطيع .... وكل ما يشغل باله انه نفسه في حاجة حلوه ..... يريدك ان تسمعه .. وتهتم ..
رجل مثقل بالهموم .....تعبان وقرفان .. قرر .. ان يختلي بنفسه .. وذلك عن طريق .. شراء ما يحب "ايس كريم ... علبة مهلبيه" ... ووقف مكانه وقرر ان يكلها وهو متنح ... دون تفكير قعد على الرصيف امام المحل ... مع تفكير .. ونظره على حاله ... كان يتخيل ان كل مشاكله اتحلت .. كان يتنمى ان اللي في ايدة ما يخلصش... لانه لو خلص ها يرجع لحياته العادية .. الكر والفر..... البيت والعيال .. مصاريف الست ... اللحمة والخضار .. قسط المدارس
ولد وبنت لسه في مقتبل العمر ... ايده في ايديها ... الدنيا حلوه .. بلا مشاكل ولا مسؤليات... نظراتهم كلها تمني ان اللحظة لا تنتهي.... قال لها "بحبك" وهي وجها احمر خجلا .... وردت انا بموت فيك
رجل وامرأة . .... في اوخر العمر .. ايده في ايديها ... نظراتهم.. كلها رحمه وموده .. حب .. طمأنينة . .. نظراتهم تعني.... فات كثير .. باقي قليل .. واحنا ان شاء الله مع بعض مكملين... مع تفكير في كل شريط الذكريات اللي جمعهم مع بعض
امرأه واقفة ... سرحانه... تايهه ... كل ما تتمناه ... ان تلحق العيال ... تعمل الغدا بدري... الغسيل .. المطبخ ... وفجأة تقول لنفسها ... انا زهقت .. انا عاوزه اعمل حاجة لنفسي ... اخرج .. اتفسح ... اشتري حاجة جديدة ... هو لغاية متى سأظل ها كذا ... هو ليه محدش حاسس بيه.
سيدة عجوز تجلس دائما وحيدة... امامها فنجان قوه ... تشرب نصفة فقط ... تتمني ان يمر عليها احد لتتحدث معه ... تحكي له ... تراجع ذكريات زمان .. وهي في عملها وبيتها منشغلة دائما ... ولكن دون جدوى ....
كل هذا من تخيلات المؤلف ...
الواقع ممكن يكون اشد بكثير .. اعنف بكثير ...
او اتفه بكثير ...
المهم ان الخيال شيء جميل ... ممكن يعيشك حياة موازيه ... يهديك او يعفرتك ... يشجعك او جايز يهدك ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق